وكالة حق -متابعة اخبارية 

أكد معتقلون عراقيون اطلق سراحهم اخيرا من معتقل بوكا في البصرة  لـصحيفة «الشرق الأوسط»، أن التطورات الامنية التي شهدتها بعض المحافظات وعدد من أحياء العاصمة قد أسهمت في إذابة التوتر الطائفي والعنف بين المعتقلين في سجن بوكا، في حين لم تختف ظاهرة «السجناء الأشباح»، وهم الذين يختفون من دون معرفة مصيرهم في السجون العراقيةالتي تشهد انتهاكات انسا نية مستمرة

وقال السجين السابق محمد عبد الحسين (46 عاما) ان «التوتر الطائفي وحوادث العنف انخفضت في معتقل بوكا بنسبة كبيرة، اثر قيام مجلس للصحوة في المعتقل من قبل أحد شيوخ الدليم المحتجز في المعتقل منذ أكثر من ثلاث سنوات، وآخرين من عرب جبور وأبو ريشة». وأضاف، «أن المعتقل شهد أخيرا إنهاء الخلافات والتأكيد على الوحدة الوطنية وعزل التكفيريين، ومعاقبة كل من يحاول إذكاء المشاعر الطائفية واستخدام وسائل العنف بين بعض المعتقلين او بين المعتقلين وجنود إدارة السجن».

وأوضح رافد حسن ياسر (26 عاما) ان «المعتقلين في سجن بوكا كانوا موزعين على اجنحة في السجن وفقا للتقسيم الطائفي، فهناك جناح للشيعة وهم في الأغلب من جيش المهدي، وجناحان للسنة وآخر لمن يسمونهم التكفيريين، فضلا عن وجود أكثر من جناح للمعتقلين من جنسيات عربية»، واضاف «أما الان فأصبحت بعض الاجنحة مختلطة بين الشيعة والسنه يسودهم الوئام والمحبة». واشار الى «وجود نحو 20400 معتقل حاليا في السجن موزعين على 30 جناحا، يتطلعون الى شمولهم بقانون العفو».

وقالت المحامية سحر الياسري ممثلة اتحاد الأسرى والسجناء العراقيين، ان هناك ما يقرب من 400 ألف سجين ومحتجز في السجون العراقية بين رجل وامرأة وطفل موزعين على 36 سجنا منتشرة في جميع محافظات العراق، عدا السجون الخاصة بالجيش الأميركي ووكالة المخابرات الأميركية، مشيرة الى ان ما يجري في تلك السجون من انتهاكات ووسائل تعذيب تجعل سجن أبو غريب هو الارحم من بين تلك السجون. وبينت الياسري ان هناك ما يقرب من 6500 حدث في السجون الحكومية وسجون القوات الاميركية الى جانب عشرة آلاف امرأة، «والغالبية العظمى من هؤلاء السجناء لم يحقق معهم ولم توجه اليهم اتهامات واضحة، وبعضهم لم يعرض على القضاء منذ اعتقالهم وآخرون مضت عليهم سنوات عدة وهم محتجزون من دون توصيف حقيقي لوضعهم القانوني». وأشارت الياسري الى ان هناك حوالي ألف سجين ممن يطلق عليهم «السجناء الأشباح» الذين اختفوا من غير ان يعرف مصيرهم وان «ظاهرة الاختفاء القسري باتت شائعة في العراق بسبب تعدد الجهات التي تمارس التغييب والخطف والقتل والقمع والسجن». وكشف سلمان الدوسري (36 عاما) وهو معتقل سابق في سجن حكومي عن حالات التعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وقال «لقد عانينا شتى صنوف العذاب ومن بينها حشر نحو 300 معتقل في زنزانة واحدة لا تكفي لنوم الجميع، حيث كان النوم بالتناوب او النوم وقوفا مشيرا الى استخدام وسائل للتعذيب وإهمال الرعاية الصحية وتجاهل من يعاني من الآلام

الاحد 17 -2- 2008